المدة الزمنية 18:36

( الحلقة التاسعة والعشرون ) .. قصة سيدنا سليمان عليه السلام ج2 | بلقيس والهدهد وفتنة المرض حتى وفاته الأردن

126 813 مشاهدة
0
2.4 K
تم نشره في 2023/02/01

قصة بلقيس ملكة "سبأ"مع نبي الله سليمان: وهنا تبدأ القصة، مملكة سبأ تقع جنوب الجزيرة العربية باليمن، فذكر الهدهد أنه وجد قوماً تحكمهم "امرأة" (وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) وهي كناية عن عظمة ملكها وثرائها وتوافر أسباب الحضارة والقوة "وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ" أي سرير ملك فخم وضخم، وهذا يدل علي الغني والترف وارتقاء الصناعة، وذكر أنه وجد الملكة وقومها "يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ" (النمل24) وهنا: يعلل ضلال القوم بأن الشيطان زين لهم أعمالهم فأضلهم، فهم لا يهتدون إلي عبادة الله العليم الخبير"الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ"(النمل24) والخبء: الشيء المخبوء إجمالاً، سواء كان هو مطر السماء أو نبات الأرض، وهي كناية عن كل مخبوء وراء ستار الغيب في الكون العريض"وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ" وها نحن نجد أنفسنا أمام هُدهُد عجيب صاحب إدراك وذكاء وإيمان وبراعة في عرض النبأ، ويقظة إلي طبيعة موقفه، فهو يعرف أن هذه "الملكة" وأن هؤلاء رعية، ويدرك أنهم يسجدون للشمس من دون الله ويدرك أن السجود لا ينبغي إلا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض، وأنه هو رب العرش العظيم، وهنا لا يتسرع نبي الله سليمان في الحكم عليه إذا كان صادقاً أم كاذباً، ولا يستخف بالنبأ العظيم الذي جاء به، إنما يأخذ في تجربته للتأكد من صحته، شأن النبي العادل والملك الحازم إنما "قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ"(النمل). وهنا لا يفصح عن محتوي الكتاب، فيظل ما فيه مغلق كا لكتاب نفسه، حتى يفتح ويعلن هناك وصول الكتاب، وها هي تستشير الوجهاء من قومها في هذا الأمر الخطير؛ قال تعالى: "قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ" وفحوى الكتاب في غاية البساطة والقوة، فهو مبدوء بسم الله الرحمن الرحيم، ومطلوب فيه أمر واحد ألا يستكبروا على مرسله ويستعصوا، وأن يأتوا إليه مستسلمين لله الذي يخاطبهم باسمه. صرحت الملكة بفحوى الرسالة إلى الملأ من قومها، ثم استأنفت الحديث تطلب مشورتهم "قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ"؛ ولكنهم فوضوا للملكة الرأي "قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ"، وهنا تظهر شخصية "المرأة" من وراء شخصية الملكة، المرأة التي تكره الحروب والتدمير، فهي تعرف أن طبيعة الملوك أنهم إذا دخلوا قرية أشاعوا فيها الفساد، وانتهكوا حرمتها، وحطموا القوة المدافعة عنها، وعلى رأسها رؤساؤها، وجعلوهم أذلة لأنهم عنصر المقاومة، فأرسلت هدية لعلها تُلين القلب وتظهر الود، وقد تفلح في دفع القتال، وهي تجربة، فإن قبلها سليمان فهو إذن يسعى إلى أمر من أمور الدنيا، ووسائل الدنيا إذن قد تجدي، وإن لم يقبلها فهو إذن أمر العقيدة الذي لا يصرفه عنه مال ولا عرض من أعراض هذه الدنيا #وثائقي_من_البداية_للنهاية #وثائقي #قصة_سيدنا_سليمان مصادر ومراجع ----------------------- (الآيه 34 و35 و39 في سورة ص ، الآية 12 في سورة سبأ ، الآيات من 20 إلى31 في سورة النمل والآيتين 43 و44 من سورة النمل ، بالإضافة لأقوال عن فخر الرازي، ابن عبد الأعلى, وثنا المعتمر بن سليمان, وعمران عن أبي مجلز, وابن عباس وعبد الله بن سلام.   رابط الحلقات السابقة --------------------------- /playlist/PL5JnZZ5t1oSUWR0geUjVfKr6m_eOKkrjj

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 122